موعد انخفاض اسعار الذهب متى ينخفض سعر الذهب
ورقة العمل هذه قام بإعدادها أربعة باحثين روس من المراكز العلمية الآتية:
ورقة العمل هذه قام بإعدادها أربعة باحثين روس من المراكز العلمية الآتية:
1. VNIMI, St. Petersburg, Russia
2. “Complex System Analysis and Mathematical Modeling of the World Dynamics” Project, Russian Academy of Sciences
3. Russian State University for the Humanities, Moscow and “Complex System Analysis and Mathematical Modeling of the World Dynamics” Project, Russian Academy of Sciences
الورقة تحمل عنوان Log-Periodic Oscillation Analysis and Possible Burst of the “Gold Bubble in April – June 2011 والتي قامت بتحليل ديناميكيات سعر الذهب استنادا الى منهجية تم تطويرها بواسطة Didier Sornette، وقد اشارت الحسابات التي اجراها فريق البحث أن ديناميكيات سعر الذهب قريبة من سلوك الفقاعات الذي قام Sornette بدراسته، وأن اكثر الاوقات احتمالا لانفجار فقاعة الذهب الحالية هو ابريل او مايو القادم 2011. وقد تم اخضاع تلك النتيجة للاختبار باستخدام اسلوبين مختلفين.
الأول: قام الباحثون بمقارنة نمط التغيرات في توقيتات التوقعات حول انفجار فقاعات الذهب مع التغيرات بأثر رجعي في توقعات انهيار فقاعة اسعار النفط التي حدثت في يوليو 2008. وقد اشارت هذه المقارنة الى ان توقيت الانهيار يميل الى الاقتراب من النهاية، وأن الانفجار في فقاعة اسعار الذهب هو الاكثر احتمالا في مايو او يونيو 2011.
كذلك قام الباحثون باستخدام تقديراتهم للاتجاه العام للعمليات الاقتصادية والاجتماعية، وقد أشارت هذه الحسابات ايضا الى ان موعد الانفجار المتوقع لفقاعة الذهب سوف يكون مايو او ابريل 2011، وهو التوقيت الاكثر احتمالا لانفجار فقاعة الذهب وفقا للورقة.
بالطبع مثل هذه التوقع لا يجب ان ينظر اليه على انه توقع دقيق، حيث انه من الممكن ان يتغير نتيجة السياسات التي يمكن ان يتبعها اللاعبون الكبار في سوق الذهب العالمي، مثل الاحتياطي الفدرالي او البنك المركزي الصيني. كذلك فإن ردة الفعل المباشرة للسوق سوف تكون سالبة تماما، غير ان الاثر السلبي على السوق سوف يتفاقم من خلال نشر التقارير عن السوق بواسطة وسائل الاعلام وهو ما سوف يؤدي الى اشاعة نفس الاحداث التي حدثت في اوائل الثمانينيات عندما انفجرت فقاعة أسعار الذهب التي سادت نتيجة انتشار حمى الذهب في ذلك الوقت.
وأخيرا يشير الكتاب إلى أن انفجار الفقاعة سوف يساعد في تسريع عملية خروج العالم من الازمة، حيث سيترتب عليها خروج الكثير من المدخرات من مجال الاستثمار في الذهب والتي هي في الواقع عمليات استثمار عقيمة وغير منتجة، ومن ثم فهي ضارة على المستوى الكلي، حيث لا تؤدي الى اي زيادة في عمليات الاستثمار المنتج، واعادة توجيه هذه المدخرات الى مجالات الاستثمار المنتج والتي تساعد على خلق المزيد من فرص الانتاج والتوظف.
وجهة نظري هي أنني اؤمن بأن الذهب يعيش حالة من الفوضى السعرية بسبب انتشار حمى الذهب التي يروج لها المستثمرون أو المضاربون في المعدن، واصحاب التشارتات الذين يبنون تنبؤات استنادا الى اتجاهات عامة وهمية لا يفهمون اسبابها أو محدداتها على أرض الواقع، والذين حذر منهم رجل الأعمال والملياردير العالمي “وارن بوفيت” حينما قال “حذار من المهووسين اصحاب الصيغ الرياضية”. يساعد على استمرار الفقاعة عمق تأثير الازمة الاقتصادية العالمية، وفشل محاولات الخروج من الازمة حتى الآن، على الرغم من تعدد الاسلحة التي تم استخدامها في مواجهتها على المستوى الدولي، وضعف العملات الرئيسية للعالم، فضلا عن انخفاض معدلات العوائد على المدخرات الى الصفر تقريبا، مقارنة بمعدلات الارتفاع السريع في اسعار الذهب والتي تمكن المستثمرين من تحقيق ارباح استثنائية من خلال المضاربة على اسعار الذهب.
غير انه بما ان نتائج الورقة تقوم على اساس استخدام نموذج رياضي بحت، على الرغم من ارتفاع درجة حرفيته نظرا للمستوى المهني والفني الرفيع للقائمين على الدراسة، إلا أن الاوضاع على الارض قد لا تسير حسبما توصلت اليه الورقة، وانما سوف تعتمد في النهاية على سرعة خروج العالم من الأزمة ومن ثم استعادة معدلات الفائدة لمستوياتها قبل الازمة، عندها سوف تبدا رحلة الانهيار السريع لاسعار الذهب وتنتهي الفوضى الحالية التي يعيشها المعدن، والتي تتشابه مع تلك التي سادت حينما انتشرت حمى الذهب في اوائل الثمانينيات من القرن الماضي. أما متى ستنفجر فقاعة أسعار الذهب، فمن المؤكد أن ذلك لن يحدث حاليا، أو ربما في المستقبل القريب في ظل الغيوم التي تلبد سماء الساحة الاقتصادية على المستوى الدولي، والتي تسمح باستمرار الفقاعة في النمو، ولكن الامر المؤكد انها سوف تنفجر يوما ما، وحتى يأتي هذا اليوم سوف يستمر المضاربون في المعدن، والموهومون باستمرار ارتفاع الذهب الى مالا نهاية يتسيدون الموقف، الى أن تحين ساعة الحساب.