الاثنين، 22 نوفمبر 2010

200% تراجعًا في مبيعات الذهب وموسم الحج يكشف مستور “مغلق للتحسينات”

أكد عاملون في سوق الذهب والمجوهرات أن هناك تراجعًا كبيرًا في نسبة مبيعات الذهب خلال الموسم الحالي، في وجود الحجاج، مشيرين إلى أن تلك الفترة كانت تعد من المواسم التي تتميز بالحركة وزيادة المبيعات، إذ يقبل الحجيج على شراء هداياهم من الذهب لتقديمها لزويهم عند عودتهم إلى بلدانهم.
وكشف بائعون في محلات بيع الذهب ومسؤولون في شركات متخصصة للصاغة، أن المبيعات تراجعت بنسب تصل إلى 200% مقارنته بنفس الفترة من العام الماضي، لافتين إلى أن ارتفاع أسعار الذهب عالميا كانت وراء هذا التراجع الذي تسبب في إغلاق وتجميد النشاط لبعض المحال التي تبيع المنتج النهائي للعملاء.
وركز المتحدثون لـ “المدينة” خلال جولة قامت بها على بعض منافذ البيع على المقارنة بين نسب المبيعات بين العام والعام المنصرم، مشيرين إلى أن السواد الأعظم من المحال فضلت تجميد نشاطها تجنبًا لتحمل خسائر ارتفاع الأسعار وتراجع نسبة المبيعات.
ويقول أحمد باسلطان “بائع في إحدى محلات الذهب”: إن إقبال الحجاج على شراء الذهب هذا العام تراجع بنسبة كبيرة جدا، إذ كنا نبيع في خلال الموسم العام الماضي ما يعادل حوالى 150 الف ريال، أما الآن فالمبيعات لا تتخطى حاجز الـ50 ألفا، وهو ما يعني أن التراجع يصل إلى 200%.
وأضاف باسلطان: من خلال رصد الفترة الحالية ومقارنتها بالعام الماضي فإن ارتفاع أسعار الذهب انعكست على حركة البيع، إذ كنا نبيع في الموسم “الحج” ما مقداره، كيلو و50 جراما، أما الآن فلا يتعدى الـ300 جرام، لافتًا إلى أن جميع المبيعات تنحصر في شراء قطع الذهب ذات الأوزان الخفيفة.
* تراجع شراء الحجاج
ولم يختلف ما يعانيه العاملون في سوق الذهب من طرف إلى آخر، إذ إن حالة الركود وتراجع المبيعات تشمل منافذ البيع كافة، وهو ما أكده إبراهيم الرشيدي “مدير فرع لبيع الذهب» الذي قال لـ “المدينة” إن تراجع الحجاج عن شراء الذهب بسبب الغلاء يبلغ حوالى 8%.
وأضاف: لم نلاحظ أي تحسن في المبيعات بسب ارتفاع الاسعار، حيث إن سعر الاونصة وصل 1355دولارا وسعر الكيلو الصافي بـ 164 ألف ريال، وهو جعل سعر الجرام يتراوح بين 155 و165 ريالا، وهذا ما توقعناه سابقا، مشيرًا إلى أن هناك جنسيات من الحجاج كانت تتوجه في الاعوام السابقة إلى الذهب بكميات كبيرة يقدمونه كهدايا لذويهم في بلدانهم، خاصة الجنسيات التي تفضل شراء الذهب عن غيره كهدايا إلا ان هذا العام، تراجع إقبال الحجاج على الذهب بـ 80% وأصبح مساهمة الحجاج في مبيعات الذهب لا تتجاوز 20% بسبب ارتفاع الأسعار وكانت الـ 150 ألف ريال يشتري بها الحاج 1300جرام، بينما في الاعوام السابقة كانت الـ 150 ألفا تجلب 4050جراما، الان 1300جرام بـ 220 ألف ريال.
*تراجع الإقبال
من ناحيته يقول محمد مشكور “بائع محل بالجملة”: إن الطلب بالجملة تراجع بشكل كبير عن الاعوام السابقة، وأيده في ذلك ماجد مرزوق العصيمي “مدير الادارة المالية بشركة طيبة للصاغة” الذي قال: حتى الان لم نلاحظ تحسنا في المبيعات كما في الاعوام السابقة، خاصة اننا في موسم يكثر فيه الطلب على شراء الذهب، إذ إن موسم الحج تزامن مع ارتفاع اسعار الذهب عالميا، وهو ما أثر على المبيعات واقبال الناس على الشراء.
ويشير العصيمي إلى ان سعر الاونصة وصل إلى 1355دولارا، وسعر الكيلو بـ 164 الف ريال، وهو ما جعل سعر الجرام يتخطى الـ150 ريالا.
وعن موسم الحج وتأثيره في تحريك حركة البيع يقول: هناك هدوء في سوق الذهب، وتلك الحالة هي السمة التي سادت الاسواق منذ شهر رمضان، إذ إن التوقعات منذ تلك الفترة كانت تشير إلى أن هذا العام سيكون هناك تراجع ملحوظ في المبيعات، وهو ما نعيشه ويحدث الان. ساد الهدوء أسواق الذهب من قبل شهر رمضان والحجاج لم يساهموا في طلب المحلات التي تبيع، ويضيف: كنا نبيع في العام الماضي ما يقدر بـ 5 إلى 6ملايين ريال في اليوم خلال الموسم الان نبيع في اليوم ما بين 2 إلى 3ملايين فقط، واضاف: هناك شركات كبرى أقفلت بعض محلاتها تفاديا للخسائر تحت ستار “مغلق للتحسينات” او “للتجديدات” ولكن الحقيقة ان الاغلاق بسبب تقليص المصروفات، ودفع ايجارات المحال التي لم تعد قادرة على تحمل اعباء اكثر وسط ركود حركة البيع.